ما هو اختبار الاختراق؟ التعريف والعملية والأساليب
ما هو اختبار الاختراق؟ بداية، قبل الحديث عن اختبار اختراق مواقع الويب، يجب أن تكون لديك معرفة عامة بماهية عملية اختراق المواقع والشبكات، وهي الدخول غير القانوني إلى جهاز أو نظام أو موقع إلكتروني من خلال ثغرات موجودة في أنظمة الحماية أو الشبكات باستخدام برامج خدمة اختبار اختراق المواقع والمعروفة أيضًا باسم اختبار قرصنة القبعة البيضاء.
ما هو اختبار الاختراق؟ التعريف والعملية والأساليب |
ما هو اختبار الاختراق؟ التعريف والعملية والأساليب
التجسس المخصصة. وذلك بهدف إلحاق ضرر جسيم بعملك، حيث تتراوح هذه الأضرار بين تسريب البيانات أو المعلومات المهمة وحتى إيقاف عملك بشكل كامل في بعض الأحيان، وقد تؤثر على الخادم الموجود عليه موقعك وتعطله بشكل كامل.
في هذا السياق، دعنا نأخذك اليوم في جولة سريعة للتعرف على اختبار الاختراق وفوائده الكبيرة لأعمالك، بالإضافة إلى التعرف على أهم مراحله الأساسية التي عادة ما يتخذها المختصون لإجراء عملية اختبار الاختراق لتأمين الأجهزة الإلكترونية المختلفة.
ما هو اختبار الاختراق؟
حيث يتم ذلك عن طريق اختبار البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لديك من منظور المُخترق لتحديد نقاط الضعف الحالية والمحتملة على موقعك، قبل أن يتمكن الهاكر من الوصول إليها والاستيلاء عليها.
تطبق الشركات تقنية قرصنة القبعة البيضاء، من خلال توظيف الهاكرز أى المخترقين المحترفين لاختراق انظمة شركاتهم من أجل تحديد نقاط الضعف والثغرات الموجودة في مواقعهم الإلكترونية، للتحقق والتعرف على المشاكل الموجودة في أنظمتهم من أجل معالجتها وتحسينها وتطويرها وحمايتها.
ما هي فوائد اختبار الاختراق؟
في الواقع، هناك العديد من الفوائد التي يمكن لعملك الاستفادة منها عند إجراء اختبار الاختراق، ومن بين هذه الفوائد يمكننا ذكر:
1- يحدد الثغرات الأمنية قبل أن يتمكن المخترقين من استغلالها
عندما نقول يحدد نقاط الضعف قبل أن يتمكن المخترقين من استغلالها في سياق اختبار الاختراق، فإننا نعني أن هذا النوع من الاختبارات يهدف إلى البحث والكشف عن نقاط الضعف في النظام الأمني لتطبيق أو نظام معين.
لذلك، فإن الفائدة الأساسية من اختبار الاختراق تكمن في الاكتشاف المبكر لهذه الثغرات وتصحيحها قبل أن تتاح للقراصنة فرصة الاستفادة منها، مما يسمح للشركات والمؤسسات بتقييم قوة أنظمتها الأمنية وإيجاد النقاط التي يمكن للقراصنة استغلالها لتعزيزها وحمياتها بشكل أفضل.
2- يوفر نظرة ثاقبة لنقاط الضعف المحتملة في النظام
يتميز اختبار الاختراق بقدرته على توفير فحص دقيق وشامل يستند إلى نظرة ثاقبة لنقاط الضعف في النظام، حيث يُركز هذا النوع من الاختبارات على تحديد النقاط التي قد تكون عرضة للاستغلال بشكل أكبر، ومن ثم، يتيح للمسؤولين تحديد أولويات المخاطر بطريقة فعّالة واستخدام الموارد بشكل أكثر ذكاءً.
إن التميز في أسلوب الاختبار يأتي من قدرة العنصر البشري على اكتشاف نقاط الضعف التي قد لا تكون واضحة دائمًا عبر الفحص الآلي. حيث يشمل ذلك تحليل العيوب ذات المخاطر المنخفضة التي قد يستغلها الهاكرز في سياق متكامل.
كما يركز الاختبار على الاعتماد على العامل البشري، كما في حالة الهندسة الاجتماعية أو الخطأ البشري، مما يدل على أجزاء التثقيف الأمني التي تتطلب عملاً.
3- يُسهم في تحقيق الامتثال التنظيمي
بدون شك، يعد اختبار الاختراق مكونًا أساسيًا للحفاظ على شركتك وأصولها في مأمن من المخترقين.على الرغم من أن اختبارات الاختراق تستخدم في المقام الأول لضمان سلامة الشبكات والبيانات، فإن قيمتها تتجاوز ذلك بكثير.
على سبيل المثال، يمكن أن يساعدك اختبار الاختراق المتسق في تلبية متطلبات معايير الأمان والخصوصية الأكثر صرامة مثل HIPPA و PCI-DSS و GDPR و SOC2 و ISO 27001 وغيرها.نمو ملحوظ في سوق اختبار الاختراق على مستوى العالم
إذا كنت تبحث عن بيانات محددة حول سوق اختبار الاختراق، فإليك بعض الإحصائيات الشهيرة التي ستساعدك على فهم الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية لهذا السوق.
وفقًا لتقديرات موقع جلوبال، من المتوقع أن يشهد حجم سوق اختبار الاختراق العالمي زيادة من 1.6 مليار دولار في عام 2021 إلى 3.0 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 13.8٪.
بجانب ذلك، تشير إحصائيات أخرى إلى أن السوق العالمي لاختبار الاختراق قد قدر بنحو 1.4 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى حجم منقح يبلغ 3.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 13.6٪.
كيف تتم عملية اختبار الاختراق؟
عادةً ما يقوم الخبراء والمتخصصون في هذا المجال بتطبيق اختبار الاختراق بطرق متعددة، جميعها تواكب كافة تحديثات العالم الرقمي، وخاصة طرق الاختراق الحديثة والمتقدمة لحمايتك منها وسد أي ثغرات قد تساهم في حدوثها.
ويتم ذلك من خلال تطبيق 5 مراحل متتالية لتأمين منصتك الإلكترونية أو تطبيقك أو حتى خادمك.المرحلة الأولى: الاستطلاع وجمع المعلومات
في هذه المرحلة، تقوم الفرق الأمنية المتخصصة بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول موقعك أو مؤسستك، من أجل التعرف على سطح الاختراق.
تعتبر هذه الخطوة من أحد أهم خطوات عملية الاختراق، حيث إن إغفال تحديد أحد الأصول مثل الخوادم أو النطاقات الفرعية سيؤدي إلى عدم فحصه أمنياً، لذلك دائما ما ستجد فرق المخترقين يقومون بتنفيذ عملية الاستطلاع وجمع المعلومات باستخدام أحدث التقنيات المعروفة والتي تضمن اكتشاف كل الأصول المكشوفة على الإنترنت بداية، وانتهاءاً بالأصول التي تعمل من خلال الشبكات الداخلية.
تشمل عملية الاستطلاع كذلك، الاعتماد على استخبارات الأنظمة المفتوحة المصدر، وكذلك تسريبات الدارك ويب، وذلك بناءاً على الخطة المختارة لعملية الفحص.المرحلة الثانية: فحص وتقييم الأصول
تعمل الفرق المختصة في هذه المرحلة على اكتشاف الخدمات والتطبيقات وأنظمة الحماية التي تعمل من خلال الأصول الخاصة بك للتعرف على نقاط الضعف بها والتي يمكن استغلالها من قبل المخترقين.فعادةً ما ستجد عملية فحص وتقييم الأصول هذه تتم من خلال الأنظمة الأمنية بناء على الشركة التي ستختارها، والتي تشمل الفحص اليدوي والآلي في نفس الوقت لكل الأصول التي تم الحصول عليها من خلال المرحلة الأولى.حيث تحرص الفرق بشكل تام على ألا تكون عملية الفحص الأمني والتقييم مؤثرة على أداء الموقع أو التطبيق، ومع ذلك، يمكنك تحديد الوقت المناسب لعمل الفحص الأمني.
توفر كذلك تلك الفرق إمكانية تطبيق الفحص الأمني للتطبيقات من خلال البيئة التجريبية الخاصة بك وذلك دون المساس بالبيئة التي يعمل من خلالها الموقع الإلكتروني بشكل فعلي.المرحلة الثالثة: إستغلال الثغرات
يتم في هذه المرحلة البدء في تنفيذ محاكاة الإختراق الفعلية بناءاً على ما تم رصده وجمعه من معلومات في المرحلتين السابقتين.
حيث تقوم الفرق في هذه المرحلة بتطبيق الإستغلال المناسب للثغرات التي تم اكتشافها، ويتضمن ذلك تصعيد الصلاحيات و الوصول إلى التحكم الكامل بالموقع الإلكتروني أو النظام الخاص بك، وذلك بهدف إثبات أو نفي مدى خطورة الثغرات والعيوب الأمنية التي تم اكتشافها.
على الرغم من أن هذه المرحلة هي المقصد الرئيسي من عملية إختبار الإختراق، إلا أن عادةً ما توفر الفرق بشكل مرن إمكانية أن تطلب عدم تنفيذ أي استغلال للـثغرات المُكتشفة والاكتفاء بالتبليغ بشكل مباشر فور انتهاء مرحلة الفحص والتقييم.المرحلة الرابعة: التقرير النهائي
بعد الإنتهاء من التعرف على الثغرات وتطبيق الإستغلال وتحديد مدى الأضرار الممكنة، تقوم الفرق بتسليم تقرير بالنتيجة النهائية مرفقا بالنصائح والتوجيهات الواجب اتباعها للتخلص من العيوب الأمنية الموجودة.
حيث تقوم بتقديم التقرير بصيغتين، الصيغة الأولى هي صيغة مُختصرة تتكون من عدة صفحات وتُشير الى الثغرات الأمنية التي تم اكتشافها وتقييم الخطوة الخاصة بها بشكل مُبسط، بينما تكون الصيغة الثانية أكثر تفصيلاً، حيث تتضمن مكان وجود الثغرات وطريقة الإستغلال، وكذلك طريقة ترقيع الثغرة والتخلص منها وأيضا حجم الضرر الناجم من وجود هذه الثغرة.المرحلة الخامسة: إعادة الفحص
وهي المرحلة الأخيرة من عملية إختبار الإختراق، حيث يتم بها إعادة فحص وتقييم الثغرات التي تم التعرف عليها في المرحلة الثالثة، وذلك للتأكد من أن عملية الترقيع قد تمت بشكل سليم وصحيح وأن الخطر قد زال.
ففي هذه المرحلة تقوم الفرق بإعادة فحص الثغرات التي تم اكتشافها مسبقا، وذلك بعد قيامك بتأكيد إغلاق كافة الثغرات والعيوب الأمنية وتصحيحها، وذلك للتأكد من أنك قد قمت بعمل ذلك بالشكل الصحيح.في الختام
ندرك الآن أهمية فحص وتعزيز أمان أعمالك لمواجهة التحديات الإلكترونية المتزايدة. فكما رأيت، تعد عمليات اختراق المواقع والشبكات تهديدًا جادًا يتطلب استعدادًا وتأهبًا دائمين. لذا، حاول دائمًا فحص الضعف وتحديد نقاط القوة في أمانك الإلكتروني للحفاظ على استقرار وسلامة أعمالك. ولا تنس الاهتمام بالتحديثات ومتابعة أحدث التقنيات لضمان أمانك الرقمي والتحكم الفعّال في تحديات الأمن السيبراني.شاركها !